الأربعاء، 24 يونيو 2015

فضل نزول سورة الناس

                                                                                          {بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَـنِ الرَّحِيمِ )

{قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ * مَلِكِ النَّاسِ * إِلَـهِ النَّاسِ * مِن شَرِّ الْوَسْوَاسِ الْخَنَّاسِ *
الَّذِى يُوَسْوِسُ فِى صُدُورِ النَّاسِ * مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ



{قل أعوذ برب الناس وهو الله عز وجل، وهو رب الناس وغيرهم،
رب الناس، ورب الملائكة، ورب الجن، ورب السموات، ورب الأرض،
ورب الشمس، ورب القمر، ورب كل شيء، لكن للمناسبة خص الناس.

{ملك الناس .. أي الملك الذي له السلطة العليا في الناس،
والتصرف الكامل هو الله عز وجل.

{إله الناس .. أي مألوههم ومعبودهم، فالمعبود حقًّا الذي تألهه القلوب
وتحبه وتعظمه هو الله عز وجل.

{من شر الوسواس الخناس. الذي يوسوس في صدور الناس. من الجنة والناس ..
{الوسواس .. قال العلماء: إنها مصدر يراد به اسم الفاعل أي: الموسوس. والوسوسة
هي: ما يلقى في القلب من الأفكار والأوهام والتخيلات التي لا حقيقة لها. {الخناس ..
الذي يخنس وينهزم ويولي ويدبر عند ذكر الله عز وجل وهو الشيطان. ولهذا إذا
نودي للصلاة أدبر الشيطان له ضراط حتى لا يسمع التأذين، فإذا قضي النداء
أقبل حتى إذا ثوب للصلاة أدبر، حتى إذا قضي التثويب أقبل
حتى يخطر بين المرء ونفسه، يقول: اذكر كذا، اذكر كذا، لما
لم يكن يذكر حتى يظل الرجل لا يدري كم صلى. ولهذا جاء في الأثر:
«إذا تغولت الغيلان فبادروا بالأذان»، والغيلان هي الشياطين التي
تتخيل للمسافر في سفره وكأنها أشياء مهولة، أو عدو أو ما أشبه ذلك
فإذا كبر الإنسان انصرفت. وقوله: {من الجنة والناس ..أي أن الوساوس تكون من الجن،
وتكون من بني آدم، أما وسوسة الجن فظاهر لأنه يجري من ابن آدم مجرى الدم،
وأما وسوسة بني آدم فما أكثر الذين يأتون إلى الإنسان يوحون إليه بالشر،
ويزينونه في قلبه حتى يأخذ هذا الكلام بلبه وينصرف إليه.

سبب نزول المعوذتين الفلق والناس

قال المفسرون: كان غلام من اليهود يخدم رسول الله صلى الله عليه وسلم،
فأتت إليه اليهود، ولم يزالوا به حتى أخذ مشاطة
رأس النبيّ صلى الله عليه وسلم وعدة أسنان من مشطه،
فأعطاها اليهود فسحروه فيها، وكان الذي تولى ذلك لبيد بن الأعصم اليهودي،
ثم دسها في بئر لبني زريق يقال لها ذروان،
فمرض رسول الله صلى الله عليه وسلم وانتثر شعر رأسه ولبث ستة أشهر،
يُرى أنه يأتي النساء ولا يأتيهن،
وجعل يذوب ولا يدري ما عراه، فبينما هو نائم ذات يوم إذ أتاه
ملكان فقعد أحدهما عند رأسه والآخر عند رجليه،
فقال الذي عند رأسه: ما بال الرجل؟ قال: طب، قال: وما الطب؟
قال: سحر، قال: ومن سحره؟
قـال: لبيد بن الأعصم اليهودي، قال: وبم طبه؟ قال: بمشط ومشاطة، قال: وأين هو؟
قال: في جفّ طلعة تحت راعوفة في بئر ذروان. والجفّ: قشر الطلع،
والراعوفة: حجر في أسفل البئر يقوم عليه المائح،
فانتبه رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: "يا عائشة أما شعرت أن الله أخبرني بدائي"،
ثم بعث عليا والزبير وعمار بن ياسر فنـزحوا ماء تلك البئر
كأنه نقاعة الحناء، ثم رفعوا الصخرة وأخرجوا الجفّ،
فإذا فيه مشاطة رأسه وأسنان مشطه، وإذا فيه وتر معقود فيه
إحدى عشرة عقدة مغروزة بالإبر، فأنـزل الله تعالى المعوذتين،
فجعل كلما قرأ آية انحلت عقدة، ووجد رسول الله صلى الله عليه وسلم
خفة حتى انحلت العقدة الأخيرة،
فقام كأنما نشط من عقال، وجعل جبريل عليه السلام يقول:
"بسم الله أرقيك من كل شيء يؤذيك ومن حاسد وعين، الله يشفيك"،
فقالوا: يا رسول الله أو لا نأخذ الخبيث فنقتله؟ فقال:
"أما أنا فقد شفاني الله وأكره أن أثير على الناس شرًّا".
فهذا من حلم رسول الله.
المصدر-- منتديات سدير

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق